كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



كان فضل فيه حق الله فلا بأس عليه.
فرفع أبو ذر عصاه وضرب كعبا وقال:
سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقول: (ما أحب أن لي هذا الجبل ذهبا أنفقه ويتقبل مني أذر خلفي منه ستة أواق).
أنشدك الله يا عثمان أسمعته قال مرارا؟
قال: نعم (1) .
قلت: هذا دال على فضل إنفاقه وكراهية جمعه؛ لا يدل على تحريم.
حميد بن هلال: عن عبد الله بن الصامت قال:
دخلت مع أبي ذر على عثمان فلما دخل حسر عن رأسه وقال:
والله ما أنا منهم يا أمير المؤمنين!- يريد الخوارج قال ابن شوذب: سيماهم الحلق-.
قال له عثمان: صدقت يا أبا ذر إنما أرسلنا إليك لتجاورنا بالمدينة.
قال: لا حاجة لي في ذلك ائذن لي إلى الربذة.
قال: نعم ونأمر لك بنعم من نعم الصدقة تغدو عليك وتروح.
قال: لا حاجة لي في ذلك يكفي أبا ذر صريمته (2) .
فلما خرج قال: دونكم- معاشر قريش- دنياكم فاعذموها (3) ودعونا وربنا.
قال: ودخل عليه وهو يقسم وعبد الرحمن بن عوف بين يديه وعنده كعب.
فأقبل عثمان على كعب فقال:
يا أبا إسحاق! ما تقول فيمن جمع
__________
(1) أخرجه أحمد في " المسند " 1 / 63 وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة وجهالة مالك بن عبد الله وأخرجه ابن عبد الحكم في " فتوح مصر " ص 286 من طريق أبي الأسود النضر بن عبد الجبار عن ابن لهيعة.
(2) الصريمة: تصغير الصرمة: وهي القطيع من الابل والغنم.
(3) أي: خذوها والعذم: العض والاكل بجفاء وبابه ضرب وقد تحرفت في المطبوع إلى " فاغنموها ".